Wednesday, March 19, 2008

Dr.Awatef Abdel-Karim, the first female composer in Egypt

Dr.M.Abdelwahab A.Fattah writes about Dr. Awafet Abdel-Karim

د.عواطف عبدا لكريم كما عرفتها

عاشقة الموسيقى

بقلم: د.مجمد عبد الوهاب عبد الفتاح

فى عام 2006 أعلن فوز الدكتورة عواطف عبد الكريم بجائزة الدولة التقديرية ، وذلك تقديرا لجهودها الرائدة فى التأليف والإبداع الموسيقى و كاسم بارز فى مجال البحث الاكاديمى والتعليم الموسيقى.

وتصرح الدكتورة عواطف بكل تواضع بعد إعلان الفوز - بالرغم من شعور الكثيرين من تأخر هذا التقدير – إنها مدينة لأكاديمية الفنون ترشيحها لها لنيل هذه الجائزة . وفى الحقيقة أكاديمية الفنون هى المدينة للدكتورة عواطف مجهوداتها الرائدة التى قدمتها فى الحقل الأكاديمى , وكذلك جامعة حلوان مدينة لها , ما قدمته لكلية التربية الموسيقية من خدمات علمية جليلة. بل يدين لها بكل الوفاء والحب كل الطلبة والدارسين اللذين تتلمذوا على يدها.

دكتور محمد عبدالفتاح كتب السطور القادمة عن الدكتورة عواطف بمناسبة حصولها على هذه الجائزة القيمة وتقديرا لها كأستاذة وفنانة ورائدة فى مجالها

لعبت المرأة دورا رئيسيا فى نهضة الحركة الموسيقية فى مصر، حيث ساهمت فى بناء أحد دعامات الثقافة المصرية الحديثة. وقد كان للأستاذة الدكتورة/ عواطف عبدا لكريم دور متميز فى المشاركة بجدارة فى إثراء الحياة الموسيقية المصرية ، سواء فى مجال التعليم و الإبداع ,أو فى العمل الثقافى العام .

ولدت د.عواطف عبدالكريم بمحافظة الفيوم فى التاسع من شهر فبراير 1931 لأسرة ميسورة ، يسودها مناخ ثقافى يساوى بين البنت والولد فى التعليم والحقوق الاجتماعية ، و يجمع بين أفرادها الألفة والترابط الأسرى.. الأب مهندس مثقف ، والأم ربة منزل -من أصول تركية- واعية بأصول التربية الصحيحة ، استطاعا أن يصلا بكل أبنهما الى الحصول على أعلا المؤهلات العلمية.

ترعرعت الدكتورة عواطف فى فترة ثقافية خصبة من تاريخ مصر، حيث عقد مؤتمر الموسيقى الدولى فى القاهرة عام 1932 الذى حضره أ شهر العلماء والمؤلفين أمثال: بيلا بارتوك ، بول هندميث ، وفون هورنبوستل. وتم إنشاء إذاعة الحكومة المصرية 1934، وبدء تأسيس لأول مرة حركة تأليف الموسيقي القومية على أيدي الجيل الأول من المؤلفين المصريين ، وتأليف أول سيمفونية مصرية بعنوان "مصر" للمؤلف يوسف جريس 1934، وكذلك إضافة مادة الموسيقى الى مناهج التعليم العام 1935. والدعوة الى تحرر المرأة , وإتاحة الفرصة لها للمشاركة فى خدمة وبناء المجتمع.

ظهرت بوادر الموهبة الموسيقية الأولى لدى الدكتورة عواطف ، وهى مازالت فى سن الطفولة ، بعد انتقال الأسرة الى القاهرة وهى فى سن السادسة من عمرها ، حيث أحبت الموسيقى من خلال آلة البيانو التى كانت موجودة بالبيت ، كعادة أسر الطبقات الراقية فى مصر فى ذلك الوقت ، و كانت تعزف على هذه الآلة أختها الكبرى د. عفاف ، مما جعلها شغوفة "بدندنة" النغمات التى تسمعها وتحاول تقليدها على البيانو حتى أتقنت الأداء عليه.

وعندما أنهت المرحلة الابتدائية عام 1944، شجعها والدها وأختها د. عفاف على تحقيق رغبتها فى الالتحاق بالمرحلة الثانوية التى أنشئت حديثا بمعهد معلمات الموسيقى بالزمالك (كلية التربية الموسيقية حاليا) لتكون من الرائدات الأوائل اللآتى تخرجن من هذا الصرح التعليمى العظيم ، وتتلمذن على يد الأستاذة الألمانية القديرة د. بريجيت شيفر.

وبعد حصولها على التوجيهية , كان أمامها فرصة لتغيير مسار تخصصها الموسيقى لدارسة أحد التخصصات النظرية أو الأدبية فى أحد الجامعات المصرية الأخرى ، الا أنها فضلت استكمال دراستها الموسيقية فى المرحلة العالية بالمعهد نظرا لحبها الشديد لتخصص الموسيقى. وبالفعل تخرجت منه بامتياز عام 1955 ، لتتعين معيدة فيه ، حيث رشحت عام 1957 للسفر فى بعثة دراسية حكومية للحصول على أعلا مؤهل فى مجال التخصص من دولة النمسا...

وهذا يدل على أن الحكومة المصرية كانت تشجع تعليم المرأة وتمكنها من الوصول الى أعلى الدرجات العلمية. كما يؤكد أن دعوات الاهتمام بحقوق المرأة التى تزايدت حدتها الآن، ما هى إلا عملية إحياء لدعوات سابقة متعاقبة ، كان أبرزها الدعوة التى تبنّتها هدى شعراوى فى الثلاثينيات والأربعينيات من القرن الماضى.

البعثة:

تحكى الدكتورة عواطف فى إحدى المكالمات التليفونية لكاتب هذه السطور, قصة تدل على أن شخصيتها شخصية عصامية وحنونة فى نفس الوقت . فعندما طلبها د. البيلى رحمه الله للزواج ، أخذ والدها منه وعدا بعدم الممانعة لاستكمال دراستها بالخارج . وعندما حان موعد السفر كانت قد رزقت بمولدتها الأولى ، وأمام عشقها للدراسة وشعور جارف بعاطفة الأمومة تجاه أبنتها الكبرى , أصرت على اصطحابها فى رحلة البعثة الى النمسا وهى لم تتعدى الأربعة عشر شهرا من عمرها، بشكل يثير الدهشة والإعجاب على مدى الشجاعة و الحماس الشديدين التى تمتعت بهما د.عواطف وهى فى سن الشباب المبكر,ثم القدرة على التضحية من أجل تحقيق حلم الدراسة بالخارج ، وطموح الحصول على أعلى المؤهلات العلمية فى تخصص جديد لم يعرفه التعليم الموسيقى فى مصر من قبل. وبالفعل يتحقق الحلم لتصبح رائدة من رواد التأليف الموسيقى فى مصر .

وقد واجهت الدكتورة عواطف فى البعثة الكثير من الصعوبات، خاصة فى بداية رحلة السفر الدراسية، التى بدأت بلوم شديد من الأستاذ الفاضل د. أحمد عطية الله المستشار الثقافى الأسبق بالنمسا، على جرأتها فى السفر بمفردها الى بلد أوروبى فى مثل هذه الرحلة الطويلة الشاقة ، باصطحاب طفلتها الصغيرة, وكانت أصعب المشكلات التى قابلتها على الإطلاق ، هى كيفية التوفيق بين التزامات الدراسة ومسئوليات الأمومة ، حيث راودها فكرة العودة الى مصر أكثر من مرة دون استكمال دراستها بسبب هذه المشكلة.

وفى أحد الأيام ، بعد السفر من فيينا الى سالزبورج ، وأثناء حالة من التأزم النفسى الشديد، تعرفت الدكتورة عواطف بالصدفة على أحد السيدات النمساويات المتزوجات, "التى حرمت من نعمة الإنجاب"، وقد رقّ قلبها بقوة تجاه طفلة الدكتورة عواطف الصغيرة ، مما جعلها تبادر من نفسها فى طلب رعاية الابنة فى أوقات انشغال د. عواطف بالدراسة أو التدريب. وفى أول الأمر كان زوج هذه السيدة معارض ذلك بشدة. إلا أنه سرعان ما تعلّق بالطفلة التى بدأت تنطق اللغة الألمانية باللهجة النمساوية الأصلية, حتى أن الزوجان كادا أن يبكيا عند حلول موعد عودة الدكتورة عواطف لمصر بعد إنهاء دراستها بالنمسا بصحبة ابنتها التى اقتربت حينذاك من سن الخمس سنوات.

وبالطبع هذا بالإضافة لبعض المواقف التى يمكن أن تحدث لشابة جميلة شرقية مغتربة فى بلد أوروبى متشبع بعادات لا تتناسب مع تقاليدنا . إلا أن هذه المشكلات لم تضعف عزيمتها القوية تجاه تعطشها للدراسة, وقد شقت طريقها بكل تحدى خاصة و إنها واجهت أثناء البعثة ، مشكلة أخرى يعانى منها معظم الطلبة والطالبات العرب اللذين يدرسون فى البلاد الغربية، وهى مشكلة التعصب ضد الأجانب، فقد وجدت نفسها فى البداية ، مع أستاذ عنصرى مهمل، لا يفيدها علميا فى تخصصها الأساسى ، ولم يقدّر قيمة طالبة مصرية سافرت آلاف الأميال لتتغرب فى بلد أجنبى أوروبى حبا فى العلم. مما دفعها أن تطلب بإصرار من عميد الجامعة أن ينقلها الى أستاذ آخر، ثم تحميله المسئولية فى احتمال عودتها لمصر مع تقديم شكوى مسببة فى حالة عدم إتمام ذلك. وبالفعل فقد استجاب السيد المسئول لطلبها مضطرا , و نقلها الى فصل الأستاذ "نويمان" الذى قام بدوره التعليمى تجاه طالبته بكل أمانة وحياد. وتصرح الدكتورة عواطف أنها تدين علميا لهذا الأستاذ بكل الاحترام والتقدير، حيث تخرجت على يده , لتحصل بتفوق على أعلا مؤهل "الدكتوراه" فى تخصص التأليف والنظريات الموسيقية من جامعة موتسارت بمدينة سالزبورج النمساوية. وتقديرا لهذا التفوق حصلت على جائزة "التفوق" النمساوية عام 1962، وهى جائزة لا تمنح عادة للأجانب ، مما يدل على إعجاب أعضاء لجنة الامتحان النهائى بموهبة د. عواطف وتمكّنها من تخصصها فى النظريات والتأليف الموسيقى.

وعند عودة الدكتورة عواطف عبد الكريم الى مصر عام1961، كان المناخ الثقافى المصرى مشبع بالنزعة القومية التى نادى بها الرئيس جمال عبد الناصر والذى كلّف د.ثروت عكاشة بإنشاء المجلس الأعلى للثقافة56 19، وأكاديمية الفنون 1959، وبدأ ترسيخ حركة تأليف الموسيقى القومية فى مصر على أيدي الجبل الثانى من المؤلفين المصريين والتى تنتمى اليه الدكتورة عواطف عبد الكريم ، وأعتبرها النقاد أول مؤلفة مصرية تدرس التأليف الموسيقى بالخارج ،وأول مبدعة أكاديمية تحترف التأليف الموسيقى فى مصر.

والدكتورة عواطف عبد الكريم من أ وائل السيدات المصريات اللآتى أسسن النظام التعليمى الموسيقى فى مصر، حيث أسست أوركسترا كلية التربية الموسيقية , وحدّثت مكتبتها أكثر من مرة ، كما أسست قسم النظريات والتأليف بكلية التربية الموسيقية , ووضعت له مناهجه الدراسية التى مازالت يعتد بها فى كل مراحل تطويره حتى الآن.

شخصية د.عواطف:

يتفق الجميع من زملاء وتلاميذ د. عواطف على إنها تتحلى بصفات إنسانية جمة ، ويكفى أن أذكر أنى لم أسمع طوال سنوات معرفتى بها - التى تتقترب من العشرين عاما- أنها حاولت الإنقاص من قدر أحد سواء فى حضوره أو فى غيابه ، فضلا على الإخلاص فى تقديم النصيحة لأبنائها من الأساتذة والطلبة، والحكمة فى مواجهة المشاكل.

والدكتورة عواطف شخصية مثابرة تجمع بين موهبة الإبداع والقدرة على القيادة والإدارة، ظهر واضحا عندما توليت عمادة كلية التربية الموسيقية حيث ازدهرت الكلية إداريا وتعليميا فى عهدها، وتخرج على يدها أكثر الطلبة تفوقا،معظمهم الآن أعضاء هيئة تدريس فى عدد من الجامعات المصرية أو العربية، و يشغل بعضهم حاليا مناصب قيادية وتعليمية داخل الكلية و خارجها. وقد عرف كاتب هذه السطور د.عواطف لأول مرة 1987، عندما تفضلت سيادتها بتدريسه وهو فى مرحلة الماجستير مادتى الهارمونى والكونترابينط الحديث. وبالرغم من مشقة الذهاب إليها فى كلية التربية الموسيقية ، حيث كانت رئيس قسم النظريات والتأليف بها، كنت أسعد جدا بأسلوب محاضرتها الشيق وعلمها الوافر. كما حظيت بتشجيعها حيث كانت تقدمني منذ البداية لتلاميذها الآخرين من طلبة الكلية على أنى مؤلف واعد. كما شرفت بإشراف سيادتها على رسالة الماجستير الخاصة بي، والتى مازلت أعتز بها حتى الآن (نوقشت عام 90) وكان موضوعها كيفية

الاستفادة من الدوديكافونية فى التأليف المقامى المصرى. وأهم ما تعلمته من سيادتها علميا هو القدرة على الاختزال وحرفية الانتقاء فى البحث العلمى.

أما إنسانيا فقد تعلمت منها محاولة التكيف مع الخصوم ، وتقبل كل أنواع النقد لأن سوء القصد يؤذى صاحبه فى نهاية الأمر . وأن بناء حركة موسيقية جديدة لا تقوم على عاتق فرد واحد , مهما تمتع من مهارات فائقة ، وأنه لا غنى فى ذلك عن وجود فريق عمل متكامل يجمع بينهم روح الهارمونى والألفة والمودة. وعلى الفنان أن يواصل معركته ضد التخلف لأن رسالته الحقيقية هى الانتصار فى هذه المعركة.

وسيذكر التاريخ للدكتورة عواطف عبد الكريم مواقفها الثورية والعادلة فى بعض القضايا الثقافية فى مصر وكذلك مواقفها الموضوعية تجاه بعض الشخصيات الموسيقية المصرية. كما سيذكر تاريخ كلية التربية الموسيقية موقفها العلمى الشامخ تجاه قضية قبول أعداد كبيرة من طلبة الثانوية العامة بالكلية, حيث تضاعفت أعدادهم دون توفير أية موارد مالية أو علمية تواجه هذا التدفق المتزايد من الطلبة الجدد،مما آثر بالسلب على العملية التعليمية، وضعف مستوى الخريجين بشكل عام. وهو الأمر الذى رفضته الدكتورة عواطف , حيث ترى سيادتها أن هذا الحشد من الطلبة لا يتناسب مع طبيعة التعليم الموسيقى ، الذى يعتمد أساسا على نقل خبرات الأستاذ مباشرة للطالب. مما جعلها تقدم استقالتها احتجاجا على ذلك وتطلب نقلها من الكلية , حيث شرفت أكاديمية الفنون بانضمام سيادتها الى أعضاء هيئة تدريس الكونسيرفتوار , و ترأسها لقسم التأليف والنظريات لمدة ست سنوات به (1991-1997). وكان من حسن الحظ ان تكون الدكتورة عواطف أستاذة لجميع أعضاءه ، حيث قامت بتدريسهم جميعا بدون استثناء مثل:د. أحمد الصعيدى , د.راجح داود ,د. علاء الدين مصطفى , د. مونا غنيم ، وكاتب هذه السطور.

موقف د. عواطف من الإبداع الموسيقى:

تؤمن الدكتورة عواطف بالموسيقى الجادة التى تهدف الى تقديم رسالة إنسانية الى المتلقى ، وحيث أنها عالمة فى مجال الموسيقى الحديثة ، تجد فى بعض أنواع الحداثة الموسيقية ، أفكار عشوائية تسعى الى البدع الشكلية دون وجود مضمون حقيقى لها، و ترى فى ذلك حجة غير كافية لتحقيق مؤلفة موسيقية مبتكرة ، خاصة إذا كانت تقوم على عامل الصدفة.. وترى أن الفنان يستطيع أن يبدع "الجديد" فى موسيقاه عن طريق الارتباط بالبيئة التى يعيش فيها واستثمار القيم الفنية الكامنة في هذه البيئة . وأن المؤلف الموسيقى الحقيقى هو الذى يستطيع يقترب من المتلقى , ويحاول أن يغيّر من واقعه , ويساعده على تطوير نفسه الى الأفضل.

ومن هذه الفلسفة الموسيقية القيّمة ، يتميز أسلوب د. عواطف عبد الكريم بالقدرة على كتابة لحن تونالى جميل ، بسيط إيقاعيا و متسق نغميا، كما تتعمد كتابة الجمل والعبارات الموسيقية فى شكل متوازن" مركّز وواضح" ، يغلفه إطار متناغم من الهارمونى أو الكونترابينط.

وبشكل عام أسلوبها يدل على امتلاكها صنعة التأليف الموسيقى ، تظهر واضحة فى قدرتها على حرفية إحكام أفكارها الموسيقية وتطويرها دون الإخلال بمنطق الصياغة أو البناء.

وقد نشر من مؤلفاتها عام 1974 عدد من الأغانى الكورالية و الأعمال الموسيقية فى مجال موسيقى الطفل والموسيقى التعليمية,وهو مجال مهمل من قبل المؤلفين الآخرين, بالرغم من أهميته القصوى فى زيادة الوعى الموسيقى ورفع الذوق الفنى لدى النشء والشباب , فضلا على الدور التربوى التى تقوم به هذه النوعية من المويسقيى. وأذكر من هذه المجموعة:أغنية صباح الخير , وأغنية قبل النوم ، كما ألفت عدد كبير من مقطوعات البيانو للمبتدئين بعنوان: العازف الصغير. و كتبت عدد من موسيقى المسلسلات الإذاعية منها المسلسل الاذاعى "الوجه الآخر" والمسلسل التليفزيونى "الطرف الثالث". وعدد من المؤلفات الآلية مثل: تحوّلات على لحن شعبى " آه يازين" للفيولينة المنفرة عزفت لأول مرة عام 2000 ، هذا بالإضافة الى إنها أول مصرية تكتب موسيقى مؤلفة خصيصا للمسرح الذى ازدهر فى مصر فى الستينيات. فقد ألفت فى هذا المجال ,الموسيقى التصويرية لأكثر من عشر مسرحيات لعمالقة الإخراج المسرحى المصرى فى عصره الذهبى أمثال: سعد أردش و كرم مطاوع.

وتعبّر هذه المؤلفات عن موهبة حقّة لم تستثمر بالشكل الكافى بسبب انشغال سيادتها بالعمل فى الحقل التعليمى والنشاط الثقافى العام، هذا بالإضافة الى اهتمامها الشديد بالجانب الأسرى من حياتها، وعدم رغبتها فى الانغماس فى تأليف الموسيقى التجارية التى لا تتناسب مع طبيعة شخصيتها الجادة.

وللدكتورة عواطف عدة كتابات أدبية أثرت بها المكتبة العربية الموسيقية، نذكر منها مجموعة كبيرة من المقالات فى عدد من المجلات مثل: آفاق ، ومحيط الفنون ، وبريزم ، وعدة كتب نذكر منها: كتاب عن تاريخ العصر الرومانسي ، وقاموس المصطلحات الموسيقية.

ويتميز أسلوب الأستاذة عواطف فى الكتابة , بالوضوح و سلاسة تتابع الأفكار مع دقة الألفاظ , وتعتبرد. عواطف رائدة من رواد البحث العلمى والمقال الموسيقى المتخصص فى مصر والعالم العربى. حيث كتبت بتعمق فى كل أنواع وعصور الموسيقى، كما إنها الباحثة المصرية الأولى التى كتبت أبحاث هامة فى الموسيقى الحديثة بفروعها المتشبعة و أمثلة لذلك:الموسيقى المستقبلية أو موسيقى الضجيج و موسيقى الصدفة و الموسيقى الاليكترونية ، والتدوين الحديث فى القرن العشرين.

وفى بحث المينيمالية أوجدت الدكتورة عواطف مساحة مشتركة بين الموسيقى والفن التشكيلى ، حيث ربطت بين فكرة "التبسيط أو الاختزال" فى كل منهما وفكرة "التأثير على المتذوق العادى" ، وحددت السبب فى تعمد الفنان فى "عدم التعقيد" فى الفن سواء كان موسيقيا أو تشكيليا , هو " الاقتراب من المتلقى" عن طريق استخدام أقل المفردات الفنية وأبسطها فى شكل مركّز وموجز للغاية.

ويعتبر قاموس المصطلحات الموسيقية من أهم انجازاتها فى مجال الكتابة الموسيقية , فهو أول معجم عربى أصيل غير منقول, مكتوب بأسلوب علمى رشيق متأدب ، يجمع بين بساطة التعبير وحسن اختيار اللفظ المتخصص الدقيق. وبالرغم من رغبة الناشر"مجمع اللغة العربية " فى اختزال ما يزيد عن نصفه, يظل – هذا القاموس الذى يضم أكثر من ألف مصطلح أجنبي- يظل مرجعا علميا هاما لطلبة ومحبى الموسيقى. ويتوقع الكثيرين من سيادتها نشر الطبعة الثانية من هذا القاموس حتى يتحول الى أول موسوعة موسيقية عربية شاملة يرضى طموحها العلمى الحقيقى فى هذا المؤلف.

لا يوجد فى هذا العالم لغة خالصة:

اللغة هى أداه الإنسان الأولى للتعايش , وهى وسيلة التحضر والتطور. كما انها مثل الكائن الحى تؤثر و تتأ ثر .. تولد وتنمو وتموت. فلا يوجد فى هذا العالم لغة خالصة لا تحتوى على كلمات أجنبية.

و هذا لا يعنى أن كل المصطلحات تترك كما هى دون ترجمة.. ولكن متى يترجم المصطلح ؟ . ومتى يترك على حاله؟

فى الحقيقة يترجم المصطلح عندما يمكن إيجاد له مقابل مقنع و مساو ،بحيث لا يفقد من مدلوله شئ عند الترجمة ، ويعطى المقابل المترجم معناه الأصلى بوضوح، وفى حدود كلمة أو أثنين على الأكثر ، الذى يفضل "polyphonic"أو بعدد كلمات يساوى أصل المصطلح الاجنبى. ومثال ذلك مصطلح ترجمته الى "تعدد التصويت". أما إذا وجد المترجم نفسه مضطرا الى اللجوء للشرح فى ترجمة المصطلح ، فيفضّل الابقاء على اللفظ الأ جنبى كما هو دون ترجمة.

حيث يفضل أن يبقى هذا المصطلح كما هو" هارمونى" harmony" ومثال ذلكمصطلح لأن الترجمة الحرفية :(التوافق أو التجانس) ، لا تعبر عن المغزى الحقيقى لمعنى المصطلح .و المقصود هنا هو: علاقات التوافق أو التنافر بين النغمات الموسيقية التى تسمع فى آن واحد. وفى الموسيقى الحديثة يمكن تطبيق هذا المفهوم أيضا على كل الأصوات غير الموسيقية.

وما يعجبنى فى قاموس د.عواطف, إنها استطاعت أن تختار بكل ذكاء التوصيف الدقيق المقابل لكل مصطلح باللغة العربية، مع الإبقاء على بعض المصطلحات بلفظها الأجنبى كما هى دون ترجمة ،وذلك عندما تشعر أن الأصل سيفقد معناه أو رونقه اللغوى فى حالة تعريبه. وهى بذلك تؤكد أن اللغة العربية لغة رصينة ممتدة بجذورها فى عمق التاريخ ، لديها إمكانات واسعة فى ترجمة المدلول الأجنبى بتعبيرات لغوية متنوعة وثرية، وفى الوقت نفسه لغة غير جامدة تقبل التطوير، قادرة على استيعاب بعض المصطلحات الأجنبية التى يمكن دمجها فى مفرداتها اللغوية الأصلية دون أن تلفظها

أسعد أيامي:

بالرغم من قوة شخصية الدكتورة عواطف ومواقفها الصلبة تجاه كثير من القضايا, إلا إنها تخفى بين طيات شخصياتها إنسانة رقيقة تفضل العمل فى صمت ولا تحب الأضواء الإعلامية ، كما إنها محبة لبيتها ولأسرتها, عاشقة لبنتيها وأحفادها, وتفضلهم كثيرا على شهرة العمل العام..

ولأن حياه الانسان تمتلئ دائما بمشاعر متناقضة بين الحزن والسعادة

سألتها فى أحد المرات: ما هى أ صعب وأسعد لحظات حياتك ؟..أجابت بعد لحظات من التأمل:

كل إنسان يسعى للنجاح لابد أن تمر فى حياته لحظات قاسية ، فبالرغم من أنى واجهت فى حياتى الكثير من الصعوبات , تعتبر أيام
الدراسة فى النمسا من أسعد أيام حياتى